coverarnaud21

أرنو جيرالد

يصطحب الساعة RM 032 إلى أعماق المحيطات

ويؤكّد أرنو أن شغفه تجاه الغوص ظهر أول مرة في سنّ السابعة، عندما اصطحبه والداه ليسبح في الخيران الواقعة حول مدينة مرسيليا، معترفًا أنه كان يشعر بالإهمال في المدرسة وفقدان الثقة بالنفس، علاوة على معاناته فرط الحساسية تجاه الضوضاء. ويقول: "ارتديت قناع السباحة وأنبوب التنفس، وهناك تحت الماء فتحت عينيّ للمرة الأولى، لكنني شعرت بالخوف".

أرنو جيرالد

ArnaudJerald_1050462_MathieuCesar

تحكّم فائق

لكن خوفه في تلك اللحظة لم يكن جرّاء انعدام الهواء، على حدّ قوله، وإنما من أن يصبح حرًّا، ويضيف: "أصبحت قويًا فجأة، وشعرت بنفسي أحلّق في الماء بخفة تامة، وعندها قررت أنني سأصبح غواصًا حرًا محترفًا". لكن أرنو لم يكن يعلم لحظتها أن قراره هذا سوف يُكافأ بالنجاح الباهر.

في سن الـ 25، أصبح أرنو جيرالد صاحب الرقم القياسي العالمي في الغوص الحر، لا لمرة واحدة، بل مرتين، بعد أن حقق غوصًا مذهلاً لعمق 112 مترًا في العام 2020 في اليونان. ومن المعروف أن الضغط الواقع على الجسم بعد عمق 100 متر يبلغ 11 كيلوغرامًا لكل سنتيمتر مربع من الجلد، ما يجعل قدرة الجسد على مقاومة الضغط مفتاح الصمود والبقاء، على أن التواءات البطن المذهلة لدى أرنو، الذي يستطيع التحكّم بسعة الهواء في كل ركن من رئتيه، ليست سوى جزء من المسألة.

ويقول الفرنسي الشاب، إن على المرء أن يضغط على جسده، إلاّ أنه يرى أن "80 بالمئة من الغوص الحر "يتمثل بما يدور في رأسك".

Arna_CharlotteBenoit

لكن ما قد يبدو مفارقة للآخرين هو العكس تمامًا لأرنو جيرالد، الذي يرى أن "السيطرة المطلقة قد تعني في الواقع الاستسلام، وتصفية الذهن، وغياب الإثارة. أما الخوف فيجعلنا ضعفاء في مواجهة المخاطر، لذا عليك تقبّل المخاطر والسيطرة عليها".

ويفخر أرنو بتحقيق رقمين عالميين مع المحافظة على سلامته. وتُعد إنجازاته مدهشة جسديًا وجماليًا أيضًا مثلما قد يشهد كلّ من شاهد غوصه أو المقاطع المصورة الجميلة له.

ويمضي إلى القول: "أريد أن أصوّر لكم ما أختبره في الأعماق، فعندما أنظر حولي ولأعلى ولأسفل، أجد الزرقة ولا شيء غير زرقة متزايدة. إن الأعماق هي المكان الوحيد على وجه الأرض حيث يمكنك تجربة هذا الشعور باللانهاية".

ولم تكن "ريتشارد ميل" لتُخفي اهتمامها البالغ بالقصة الرائعة لهذا الغواص الشاب، لكن أرنو هو الذي كان المبادر بالتواصل. ويقول: "بمجرد أن رأيت الساعة RM 032، أدركتُ أنها المناسبة لي، لذا تواصلت مع ريتشارد ميل".

ويتابع: "لم يكن اهتمامي يتمثل بارتداء الساعة لالتقاط الصور بعد الصعود من الأعماق، فأنا أختبر الوقت بشكل مغاير؛ فالدقيقة تحت الماء تمرّ وكأنها يوم كامل، لذا أحتاج ساعتي بوصفها أداة عمل يجب أن ترافقني دائمًا".

ArnaudJBenoit

تجربة مرور الوقت بشكل مختلف

ولم تكن المغامرة وحدها هي التي جذبت أرنو نحو ريتشارد ميل، فقد وجد الروح العائلية نفسها والشغف ذاته الذي يقود فريقه في جنوب فرنسا.

ويرى أرنو أن "ريتشارد ميل لا تقدّم تنازلات، ولا أنا"، مشيرًا إلى أنه يأخذ القليل جدًا معه عندما يمارس الغوص الحرّ "فقط مشبك الأنف والزعانف، وهذا كل شيء"، لكنه يضيف أنه من الآن فصاعدًا سيصطحب ساعته أيضًا معه في مغامراته. "الأمتار المقطوعة مهمة للإنجاز، ولكن لسلامتي الشخصية أجد ساعتي هي الأهم، وهذا

ArnaudJerald_18_CharlotteBenoit